التصريحات الرسمية جاءت خلال مؤتمر صحفي عقده بيرقدار اليوم الأربعاء، حيث كشف عن هذا التطور المهم ضمن جهود تعزيز التعاون الإقليمي في مجال الطاقة، قائلًا: “اعتبارًا من 2 أغسطس المقبل سيبدأ تصدير الغاز الطبيعي القادم من أذربيجان إلى محافظة حلب السورية عبر ولاية كيليس التركية”. وأوضح الوزير التركي أن هذه الخطوة تندرج ضمن مشروع أكبر يهدف إلى دعم البنية التحتية الطاقية في سوريا وتلبية احتياجات المناطق الحيوية منها.
وأكد بيرقدار في تصريحه أن تركيا ستقوم أيضًا بتزويد سوريا بنحو 900 ميغاواط من الكهرباء بعد إتمام الإجراءات الفنية واللوجستية اللازمة، مشيرًا إلى أن هذه الكمية تكفي لتغطية احتياجات نحو 1.6 مليون منزل، وهو ما يمثل دعمًا كبيرًا لاستقرار الطاقة في البلاد، التي لا تزال تعاني من تبعات الحرب ونقص الإمدادات الحيوية.
وجاء الإعلان التركي بعد أسابيع قليلة من توقيع مذكرة تفاهم رسمية بين الحكومة السورية وشركة النفط الأذربيجانية “سوكار” (Socar)، وهي شركة حكومية تعتبر الذراع الطاقي الرئيسي لأذربيجان، وذلك في 12 يوليو/تموز الجاري على هامش الزيارة الرسمية التي أجراها الرئيس السوري أحمد الشرع إلى العاصمة الأذربيجانية باكو.
وقد وقّع مذكرة التفاهم كل من وزير الاقتصاد الأذربيجاني ورئيس مجلس الرقابة في شركة “سوكار” ميكائيل جباروف، ووزير الطاقة السوري محمد البشير، في مراسم رسمية حضرها كبار المسؤولين من الجانبين. واعتُبر هذا الاتفاق مقدمة لترتيبات أوسع على المدى المتوسط والطويل في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين دمشق وباكو، بدعم من أنقرة.
وكان الوزير السوري محمد البشير قد علّق على الاتفاق عبر منشور له على منصة “إكس”، قال فيه: “رافقت اليوم السيد الرئيس أحمد الشرع في زيارة رسمية إلى أذربيجان، ناقشنا فيها سبل تعزيز التعاون في مجال الغاز الطبيعي لتأمين مستقبل الطاقة في سوريا”. وأضاف: “تم توقيع اتفاق مع شركة سوكار بخصوص توريد الغاز الطبيعي إلى سوريا في خطوة نحو الاستقلال بالطاقة وبناء شراكات استراتيجية تخدم الوطن والمواطن”.
ويسلط الضوء هذا التوجه الإقليمي الجديد لتعزيز التعاون الاقتصادي عبر شبكات الطاقة، إذ يتقاطع فيها العامل الجيوسياسي مع المصالح الاقتصادية المباشرة، في وقت تبدي فيه تركيا استعدادها للعب دور المنصة الإقليمية للطاقة، من خلال ربط موارد أذربيجان بأسواق جديدة، بما فيها السوق السورية.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد كشف في تصريحات سابقة أن نظيره الأذربيجاني إلهام علييف أعرب عن استعداد بلاده لتقديم كل أشكال الدعم لسوريا في قطاع الغاز الطبيعي، مشيرًا إلى أن هذا الدعم يأتي في إطار رؤية شاملة لتعزيز الأمن الطاقي في المنطقة، وإيجاد حلول سلمية واقتصادية للأزمات المتراكمة.
ومع بدء تصدير الغاز في أغسطس المقبل، ينتظر أن تنعكس هذه الخطوة إيجابيًا على الواقع الخدمي في مناطق شمال سوريا، خصوصًا في محافظة حلب، التي عانت من أزمات متكررة في الكهرباء والطاقة منذ أكثر من عقد، ما يجعل هذا المشروع محط أنظار واهتمام السكان المحليين، بالإضافة إلى كونه ملفًا استراتيجيًا على طاولة العلاقات الإقليمية في الشرق الأوسط.
التسميات
أخبارنا