شهدت ولاية كوجالي التركية حادثة تسمم جماعي مثيرة للقلق خلال أيام عيد الفطر الماضي، بعد أن أُصيب المئات من المواطنين بأعراض تسمم غذائي إثر تناولهم شاورما الدجاج من أحد المطاعم في قضاء كورفز. وتم نقل 648 شخصًا إلى المستشفيات لتلقي العلاج، في واقعة أثارت غضبًا واسعًا في الشارع التركي ودعوات لتشديد الرقابة الصحية على المنشآت الغذائية.
السلطات التركية باشرت تحقيقًا موسعًا فور وقوع الحادثة التي سُجلت بتاريخ 1 و2 أبريل/نيسان، حيث تبين أن المطعم الكائن في شارع أتاتورك بحي “غوناي” قدم وجبات ملوثة أدت إلى إصابة عدد كبير من السكان المحليين وزوار المنطقة. وأظهرت نتائج التحاليل الصادرة عن مختبر الرقابة الغذائية في كوجالي أن العينة المأخوذة من لحوم الدجاج غير مطابقة للائحة المعايير الميكروبيولوجية التركية، ما أكد وجود تلوث خطير في المادة الغذائية المستخدمة.
عقب صدور هذه النتائج، أقدمت الجهات المختصة على إغلاق المطعم بالشمع الأحمر، وتم توقيف كل من صاحب المطعم، المعروف اختصارًا بالحرفين E.T، والطاهي المسؤول K.Y، حيث وجهت إليهما تهم رسمية تتعلق بالإضرار بالصحة العامة. وبحسب لائحة الاتهام التي قُدمت إلى المحكمة الجنائية الثالثة في كورفز وتم قبولها رسميًا، فإن الادعاء العام طالب بإنزال عقوبة السجن التي قد تتراوح بين عام ونصف وثمانية أعوام بحق المتهمين، بتهمة “بيع مواد غذائية فاسدة أو ضارة تهدد حياة وصحة المواطنين”.
اللائحة ضمت 287 متضررًا و239 شخصًا تقدموا بشكاوى رسمية، وهو ما يعكس حجم الكارثة التي أثارت تساؤلات حول فعالية الإجراءات الوقائية المتبعة في المطاعم والأسواق التركية.
الطاهي المتهم دافع عن نفسه أمام المحققين، موضحًا أن اللحوم لم تكن تبدو فاسدة وقت استلامها، وقال: “عندما وصلت اللحوم، لم نلاحظ أي رائحة أو تغيّر في اللون. قمنا بتحضير الشاورما قبل العيد ووضعناها في الثلاجة، ثم بعناها في يوم الوقفة واليوم الأول من العيد. في الأول من نيسان، أخذت الشرطة عينة من اللحم، لكننا واصلنا البيع بعدها”. أما صاحب المطعم فقد أنكر التهم الموجهة إليه، مشددًا على أنه وموظفيه تناولوا من نفس الشاورما دون أن يصابوا بأي أعراض، وأضاف في إفادته: “استلمنا اللحوم من الشركة الموردة في 29 مارس، وقمنا بتتبيلها وتخزينها ثم بيعها أيام 30 و31 مارس و1 أبريل”.
ومع اقتراب موعد الجلسة الأولى للمحاكمة المقررة يوم الخميس، يترقب الشارع التركي القرارات القضائية المنتظرة وسط مناشدات بضرورة تشديد الرقابة الدورية على المطاعم وتطبيق إجراءات صارمة بحق المخالفين، لضمان أمن وسلامة الغذاء في البلاد. وتأتي هذه القضية كواحدة من أبرز القضايا المرتبطة بالصحة العامة في تركيا هذا العام، حيث تحولت من مجرد حادثة محلية إلى قضية رأي عام يتابعها الجميع باهتمام بالغ.
إرسال تعليق